الجمعة، 21 أغسطس 2009

العدد الأول من جريدة تطوان التي اسسها مصطفى منيغ

جريدة تطوان
صدر العدد الأول من جريدة تطوان يوم السبت الموافق18 نوفمبر سنة 1989 ميلادية . جاء في افتتاحيتها تحت عنوان :
الكلمة الطيبة خير في خير
ما يلي:
لا نقول عودة ، لكنها بداية لتأريخ مرحلة جديدة نحياها تطوان ، بداية تستلزك الاستقراء الجيد لما ألت إليه مصير تخطيطات سابقة ، للاحتفاظ بالعبرة ، ومنح الدليل على مصداقية البداية الرمز التي اعتمدتاها عن قصد سليم النية ، لمناشدة الفكر المرتبط بهذا المكان الطيب ، وشحنه بالمفيد الخير ، لتكون المرحلة المقصودة كساحة زمنية محددة بمقاييس الإدراك التام ، بالتزام أخلاقي / معنوي يشد الجميع بوشائج الاطمئنان ، وحب المشاركة قولا وفعلا لما تتضمنه من طيبات يعود نفعها العميم خلى جيل الأبناء والأحفاد . وحتى نعطي لما نسجل الوزن المطلوب وثقل المرغوب ، سنقوم برحلة دراسية لنضع البدايات التي عاشتها تطوان كل واحدة على طاولة التحليل والتمحيص لنصل بعد ذلك إلى المهم والأهم و أهم الأهم .. أن البداية الحالية لها طابع التجديد لمعانقة أسس التطور الحضاري التي فرضتها التنمية الحقيقية ، وهذا العمل يعني الكثير الواجب استجلاؤه بكل واقعية وشجاعة وإجابة صريحة عن لسلسلة من التساؤلات التي شارك في طرحها البعض بكيفية عشوائية داخل المقاهي ، وخلال جلسات خاصة تنتهي باختلاق سفسطائية تعمل للأسف الشديد على حفر خندق من اللافهم واللائدراك للحقائق.
أعتقد أن المسلك غدى أكثر وضوحا لمعرفة القصد من اجراء سلسلة من الحوارات المسؤولة والمحضرة التي اجريناها ، ولا نزال ،مع عينات فاعلة في المجتمع التطواني ، وهي حوارات كفيلة بخلق جو من الثقة المتبادلة بين الجميع لمعايشة البداية الجديدة ، التي ينبغي إيصال إشعاعها لكل العقول ، وليتم الوعي الحقيقي بأهمية هذه المرحلة ومراميها الآنية والمستقبلية ، ولنا في ذلك الخير كل الخير ننشره بين ربوع الحمامة البيضاء يورق أفنان المحبة والإخاء في شجرة الإخلاص الدائم للشعار الخالد : الله ، الوطن ، الملك .
وإذا كانت وسائل الإعلام ، بما فيها الصحافة المكتوبة ، قد وجدت لتنوير الرأي العام ، وبالتالي تكوين قاعدة فكرية قادرة على أخذ مواقف ثابتة من هذه القضية أو تلك ، فإننا هنا نعمل لترسيخ هذه القاعدة بما يتطلب الأمر من جهود وتضحيات ، وما جريدة تطوان باب شيدناه بالعرق النظيف الممزوج بالنية الحسنة لتظل مفتوحة حبال كل تعبير سليم عن الرأي ، جوهره كسطحه، خدمة الصالح العام دون محاباة أحد ، ودون ترجيح كفة على كفة ، اللهم إن تعلق الأمر بكفة الحق ، فهي الأعلى عندنا دوما . والتعبير عن الرأي أسلوب طبيعي اعتمدته الديمقراطية ليشمل كل المجالات ، شريطة أن يكون ملما بالمعطيات الصحيحة ، وهذا مضمون الرسالة التي سنضطلع بإبرازها بكيفية متواصلة بعون الله وقوته . فعلى بركة الله ، وبهدي من الله سبحانه وتعالى نبدأ السطر الأول من الرسالة الصحفية النظيفة الخيرة ، نعايش بها ومعها بداية المرحلة وأفئدتنا تتضرع إلى الله جل وعلا أن يديم الصحة على الملك الحسن الثاني ، وأن يجعلنا قادرين على مساعدة عامل إقليم تطوان السيد محسن التراب ، ولو بتسجيل الكلمة الطيبة ما دامت الكلمة الطيبة خير في خير في خير. والله ولي التوفيق
مصطفى منيغ
18 نوفمبر سنة 1989

ليست هناك تعليقات: