جريدة تطوان
تأليف : مصطفى منيــــغ
للنسيان ، متى شئنا ، خلاص وهروب مما عشنا مرحلة أو جزءا ضئيلا من عمر يطول أو يقصر لا فرق ، ومتى أدركنا بالفاعل، نضحك على أنفسنا ما دامت الذاكرة قادرة على استقراء ما كتب من أيام مرت علينا أو مررنا عليها بحلوها ومرها . نشيخ وما عدنا نستحمل صورة ما يتجول حيالنا أو بالقرب منا لأسباب عديدة ، منها ما يؤلمنا الإقرار به ، ومنها ما يجعلنا مسخرة تتحرك بلا أي اتجاه، وساعتها نتذوق عذوبة الماضي ونتعجب من سرعة حدوث ما حدث لنا ووقوفنا على الحقيقة المعكوسة كما كانت دوما بالنسبة لنا نحن الفارين من بهجة الدنيا ولعنتها أيضا لمعانقة أهداف شابة جديدة تغرينا للمشي الطويل حفاظا على الرشاقة دون أن ندري أن جسدنا لم يعد يحتمل ، فلو كنا كهؤلاء الذين احترمتهم دولهم المقدرة لحقوق الإنسان متى بلغ عمرا مشابها لعمرنا ، لمنحت لنا الفرصة لنتجول جولاتنا الأخيرة فوق أديم البسيطة قبل أن يضمنا ثراها وإلى يوم النشور، لكن هو الحظ الذي قذف بنا إلى حيث حرقنا طاقاتنا من أجل ضياع وقت ( حسبناه لمدة أننا ملأناه حينما أخلصنا للوطن وأدينا الأمانة على أحسن وجه ) نتعجب ممن لايكترث إلا بما حصدته يديه من غنائم وما عدا ذلك غباء متروك لمن كان على شاكلتنا مكرس على طبيعة الأحداث المصطنعة بحنكة ودراية تبتدئ كما تنتهي "مصلحة"تدر على صاحبها منفعة البقاء في نفس المقام ، جلس زيد أو عمرو قام. هو الاختيار اللامحسوب بدقة فرضته (لحد بعيد) تلك الوثبة من ضفة لأخرى ساهمنا كجيل في الانتقال إليها بغير تدريب لمواجهة صروف شغلتنا عقدا بعد آخر لنجد أنفسنا آخر المطاف أننا زرعنا وتعبنا ليحصد خيراتنا من حصد بغية اكتناز ما يقيه من إدراكنا للحقائق ، فلا نجد ساعتها غير مسلك حمل الشعارات الجوفاء في أوقات مخصصة لقيلولته داخل أماكن معزولة من ضجيج أصواتنا المجروحة بفوات الأوان ، ولا يبقى لنا إلا أن يجرفنا النسيان لنصبح "كان ياما كان" على ألسنة فلان وفلان مما سيضحك عليهما الزمان حيثما اكتشفا أن أبواق الخدمة بالمجان ، مصير نافخيها الخذلان فالهذيان وإتباع مصير مياه الوديان
للنسيان نعم لا تقدر إلا بقيمة الراحة النفسية ولو مؤقتا ، جميل يفعل حينما يبعدنا عن تلك اللحظات التي لو قدر لنا تصحيحها لتوجهنا بها إلى نضال حقيقي تتوضح على مجراه الرؤية " حجر الزاوية " في حماسنا لنكون المثال الحي لمن أراد العيش وهو سيد نفسه في كل شيء، بدل صرف عرقه على أمال تائهة مع سياسة تكرس المزيد من رضوخ مبطن بآلاف الحكايات المروية بإتقان عجيب تقرب المسافات بين تخدير العقول ورفع الأيادي بالموافقة على أي شيء بلا مناقشة ما دام الزعيم قد وضع الخطة وأقرها وهو على أتم الاستعداد لينفذها متى اكتمل الديكور المصبوغة رسومه بموافقة الأقلية أو معارضة الأكثرية
للنسيان حجاب سميك يقصي التفكر من متابعة مسافات التعمق بحثا عن دليل يقنع النفس بالعودة لمجرى ما فات سعيا خلف لحظات راحة من رتابة " الآني" وسخافة نتيجة اختزلت عمرا كاملا من التعب والكد والاجتهاد، حجاب ما اسعد البعض به وما اشقي البعض الثاني به أيضا . إن اقتحم من كان انتسابه للفريق الأول خيوطه بإصرار مكلف للغاية ، فذاك انتصار مغلف بالحسرة عما مضي آخر المطاف ، وإن وقف من كان من الثاني على حد التمعن في عنوان مدخل ستائره يبكي حظه التعيس، فالأجدر أن يشكر عقله الذي شاخ ونأى بصاحبه جانبا يلتمس حسن الختام بالتي هي أقوم وسط القوم
للنسيان بلسم متى مس الذاكرة أبعدها كي تظل مرتاحة لما أوصلتها إليه الشيخوخة من استرخاء يرفض صداع لحظة سعادة هائمة على وجهها منذ عقود على أمل الالتصاق من جديد (ولو مؤقتا) بوجدان إنسان انشغل بها ذات يوم من عمق تاريخ لم يعد يتحكم في مجراه وما يكتنزه ليوم الحساب الأكبر، وما ظن بعدها أنه واصل لطرق باب الحزن الذي ما إن فتح حتى ابتلعه ما بالداخل من إجهاد لاكتساب ما يقيه الخصاص
للنسيان غبار يتعالى تلقائيا بلا زوبعة ولا ضوضاء متى شاء إسعاف رجل من العودة ثانية إلى استحضار مواقف حكم عليها بالجوفاء لا تساوي رمشة عين من وقت ضائع بالأحرى ما عمر من أجلها من سنين انتهت إلى التمعن من جديد في جدوى وقائعها المشابهة لامرأة زينها اللباس والمساحيق والعطر السخي لتبدو حسناء فاتنة كل ليلة من ليالي الانصياع لسياسة الولاء للوطن لا يتم إلا بتقشف الأغلبية التاركة حفنة من البشر تتنعم في سخاء حتى تنتفخ في اقل رتبة منهم البطن ، ومتى طلع الفجر وانكسر الظلام ذابت بين القصور هنا أو هناك، والحناجر لا تكف على ترديد نشيد الغباء بلحن مكرر ملته الأسماع وما باليد حيلة فالمرحلة تتطلب مثل التصرف والمساكين حجبهم الولاء للوطن عن رؤية المستغلين الحقيقيين لهذا الوطن المظلوم مثل الأغلبية الصامتة لحد الساعة
للنسيان بركة ظاهرة لمن ينفذ ببصيرته لوسط مسلك (من خصوصياته محدودية السماح بذلك) مفعم بالخير، محصن بالتقوى، مقوى بالإرادة الصلبة . بركة تنأى بالنفس النقية عن الندم والحسرة والقلق، وتقربها إلى الاحتفاظ أكثر فأكثر بقابلية التغيير من أجل استمرارية القيم النبيلة ، والأعمال النظيفة ،والتسجيل النير بما سطر فيه من حقائق أساسها منح النموذج الفاضل كسبب من أسباب تواصل الأجيال لنشر سماحة العقيدة كأسلوب لتعمير أزيد استقرارا وتلاحما مع وقائع الحياة كما أرادها الخالق وليس فلسفة مخلوق كيفما كان شأنه أو منصبه ضمن طليعة أقامها من ادعى الذكاء من عباد لا عمل لهم إلا استغلال المناسبات مهما كانت الوسائل المستعملة لإقرارها مواعيد تكرس حال بعض القضايا المضغوطة بمشاكل مفتعلة لا تبشر بنجاعة المآل للنسيان شروط ثلاث بدءا بتنازل المنعم به عن كبرياء الأمس البعيد كالقريب على حد سواء حينما كان وحيثما تبوأ، فالتطلع لما بقي له من أنفاس يصرفها على التبرؤ في السر والعلن عما بدا منه لحظة كان يحسب له ألف حساب ،واختتاما بالاعتراف أن الدنيا بما فيها من متع وجمال لا تساوي رمشة عين من رضاء الضمير
للنسيان ، متى شئنا ، خلاص وهروب مما عشنا مرحلة أو جزءا ضئيلا من عمر يطول أو يقصر لا فرق ، ومتى أدركنا بالفاعل، نضحك على أنفسنا ما دامت الذاكرة قادرة على استقراء ما كتب من أيام مرت علينا أو مررنا عليها بحلوها ومرها . نشيخ وما عدنا نستحمل صورة ما يتجول حيالنا أو بالقرب منا لأسباب عديدة ، منها ما يؤلمنا الإقرار به ، ومنها ما يجعلنا مسخرة تتحرك بلا أي اتجاه، وساعتها نتذوق عذوبة الماضي ونتعجب من سرعة حدوث ما حدث لنا ووقوفنا على الحقيقة المعكوسة كما كانت دوما بالنسبة لنا نحن الفارين من بهجة الدنيا ولعنتها أيضا لمعانقة أهداف شابة جديدة تغرينا للمشي الطويل حفاظا على الرشاقة دون أن ندري أن جسدنا لم يعد يحتمل ، فلو كنا كهؤلاء الذين احترمتهم دولهم المقدرة لحقوق الإنسان متى بلغ عمرا مشابها لعمرنا ، لمنحت لنا الفرصة لنتجول جولاتنا الأخيرة فوق أديم البسيطة قبل أن يضمنا ثراها وإلى يوم النشور، لكن هو الحظ الذي قذف بنا إلى حيث حرقنا طاقاتنا من أجل ضياع وقت ( حسبناه لمدة أننا ملأناه حينما أخلصنا للوطن وأدينا الأمانة على أحسن وجه ) نتعجب ممن لايكترث إلا بما حصدته يديه من غنائم وما عدا ذلك غباء متروك لمن كان على شاكلتنا مكرس على طبيعة الأحداث المصطنعة بحنكة ودراية تبتدئ كما تنتهي "مصلحة"تدر على صاحبها منفعة البقاء في نفس المقام ، جلس زيد أو عمرو قام. هو الاختيار اللامحسوب بدقة فرضته (لحد بعيد) تلك الوثبة من ضفة لأخرى ساهمنا كجيل في الانتقال إليها بغير تدريب لمواجهة صروف شغلتنا عقدا بعد آخر لنجد أنفسنا آخر المطاف أننا زرعنا وتعبنا ليحصد خيراتنا من حصد بغية اكتناز ما يقيه من إدراكنا للحقائق ، فلا نجد ساعتها غير مسلك حمل الشعارات الجوفاء في أوقات مخصصة لقيلولته داخل أماكن معزولة من ضجيج أصواتنا المجروحة بفوات الأوان ، ولا يبقى لنا إلا أن يجرفنا النسيان لنصبح "كان ياما كان" على ألسنة فلان وفلان مما سيضحك عليهما الزمان حيثما اكتشفا أن أبواق الخدمة بالمجان ، مصير نافخيها الخذلان فالهذيان وإتباع مصير مياه الوديان
للنسيان نعم لا تقدر إلا بقيمة الراحة النفسية ولو مؤقتا ، جميل يفعل حينما يبعدنا عن تلك اللحظات التي لو قدر لنا تصحيحها لتوجهنا بها إلى نضال حقيقي تتوضح على مجراه الرؤية " حجر الزاوية " في حماسنا لنكون المثال الحي لمن أراد العيش وهو سيد نفسه في كل شيء، بدل صرف عرقه على أمال تائهة مع سياسة تكرس المزيد من رضوخ مبطن بآلاف الحكايات المروية بإتقان عجيب تقرب المسافات بين تخدير العقول ورفع الأيادي بالموافقة على أي شيء بلا مناقشة ما دام الزعيم قد وضع الخطة وأقرها وهو على أتم الاستعداد لينفذها متى اكتمل الديكور المصبوغة رسومه بموافقة الأقلية أو معارضة الأكثرية
للنسيان حجاب سميك يقصي التفكر من متابعة مسافات التعمق بحثا عن دليل يقنع النفس بالعودة لمجرى ما فات سعيا خلف لحظات راحة من رتابة " الآني" وسخافة نتيجة اختزلت عمرا كاملا من التعب والكد والاجتهاد، حجاب ما اسعد البعض به وما اشقي البعض الثاني به أيضا . إن اقتحم من كان انتسابه للفريق الأول خيوطه بإصرار مكلف للغاية ، فذاك انتصار مغلف بالحسرة عما مضي آخر المطاف ، وإن وقف من كان من الثاني على حد التمعن في عنوان مدخل ستائره يبكي حظه التعيس، فالأجدر أن يشكر عقله الذي شاخ ونأى بصاحبه جانبا يلتمس حسن الختام بالتي هي أقوم وسط القوم
للنسيان بلسم متى مس الذاكرة أبعدها كي تظل مرتاحة لما أوصلتها إليه الشيخوخة من استرخاء يرفض صداع لحظة سعادة هائمة على وجهها منذ عقود على أمل الالتصاق من جديد (ولو مؤقتا) بوجدان إنسان انشغل بها ذات يوم من عمق تاريخ لم يعد يتحكم في مجراه وما يكتنزه ليوم الحساب الأكبر، وما ظن بعدها أنه واصل لطرق باب الحزن الذي ما إن فتح حتى ابتلعه ما بالداخل من إجهاد لاكتساب ما يقيه الخصاص
للنسيان غبار يتعالى تلقائيا بلا زوبعة ولا ضوضاء متى شاء إسعاف رجل من العودة ثانية إلى استحضار مواقف حكم عليها بالجوفاء لا تساوي رمشة عين من وقت ضائع بالأحرى ما عمر من أجلها من سنين انتهت إلى التمعن من جديد في جدوى وقائعها المشابهة لامرأة زينها اللباس والمساحيق والعطر السخي لتبدو حسناء فاتنة كل ليلة من ليالي الانصياع لسياسة الولاء للوطن لا يتم إلا بتقشف الأغلبية التاركة حفنة من البشر تتنعم في سخاء حتى تنتفخ في اقل رتبة منهم البطن ، ومتى طلع الفجر وانكسر الظلام ذابت بين القصور هنا أو هناك، والحناجر لا تكف على ترديد نشيد الغباء بلحن مكرر ملته الأسماع وما باليد حيلة فالمرحلة تتطلب مثل التصرف والمساكين حجبهم الولاء للوطن عن رؤية المستغلين الحقيقيين لهذا الوطن المظلوم مثل الأغلبية الصامتة لحد الساعة
للنسيان بركة ظاهرة لمن ينفذ ببصيرته لوسط مسلك (من خصوصياته محدودية السماح بذلك) مفعم بالخير، محصن بالتقوى، مقوى بالإرادة الصلبة . بركة تنأى بالنفس النقية عن الندم والحسرة والقلق، وتقربها إلى الاحتفاظ أكثر فأكثر بقابلية التغيير من أجل استمرارية القيم النبيلة ، والأعمال النظيفة ،والتسجيل النير بما سطر فيه من حقائق أساسها منح النموذج الفاضل كسبب من أسباب تواصل الأجيال لنشر سماحة العقيدة كأسلوب لتعمير أزيد استقرارا وتلاحما مع وقائع الحياة كما أرادها الخالق وليس فلسفة مخلوق كيفما كان شأنه أو منصبه ضمن طليعة أقامها من ادعى الذكاء من عباد لا عمل لهم إلا استغلال المناسبات مهما كانت الوسائل المستعملة لإقرارها مواعيد تكرس حال بعض القضايا المضغوطة بمشاكل مفتعلة لا تبشر بنجاعة المآل للنسيان شروط ثلاث بدءا بتنازل المنعم به عن كبرياء الأمس البعيد كالقريب على حد سواء حينما كان وحيثما تبوأ، فالتطلع لما بقي له من أنفاس يصرفها على التبرؤ في السر والعلن عما بدا منه لحظة كان يحسب له ألف حساب ،واختتاما بالاعتراف أن الدنيا بما فيها من متع وجمال لا تساوي رمشة عين من رضاء الضمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق